قصة الحطاب والاسد
في زمن بعيد، في غابة ساحرة، كان هناك أسد قوي يحكمها. كانت جميع الحيوانات تخضع لسلطته وتطلب رضاه، فهو كان يمثل القوة والسلطة في تلك الغابة. كان الأسد لا يفترق أبدًا عن غراب وذئب كانا يأكلان من بقايا طعامه، وبهذه الطريقة، اعتاد الغراب والذئب على الاعتماد عليه للبقاء.
في طرف الغابة، كان هناك حطاب يعيش في بيت صغير مع زوجته. في يوم من الأيام، قرر الحطاب الذهاب للغابة ليجلب بعض الأخشاب. قدمت زوجته له طعام الغداء ودعته بالتوفيق.
عندما وصل الحطاب للغابة وبدأ في التحطيب، ظهر الأسد أمامه بشكل مفاجئ. بدا الأسد غاضبًا لأن الحطاب كان يقطع أشجار الغابة التي هو يحكمها. قال الأسد پغضب: "ما الذي تفعله هنا؟"
أجاب الحطاب بصوت هادئ: "أنا هنا لأجلب بعض الأخشاب لأسد محترم مثلك، لا توجد لدي سوى احترام وتقدير لك".
ابتسم الأسد بغموض وقال: "ألست تخاف مني؟"
رد الحطاب بثقة: "لماذا أخاف منك؟ أنا لا أسعى إلى الإيذاء، بل أسعى للعيش بسلام واتقاء لك".
تدهورت حالة الڠضب في الأسد، لكنه شعر بشيء من التقدير لصراحة الحطاب. فقال: "أنا لا أأكل إلا اللحوم، وطعامك الخضار".
اقترح الحطاب ببراعة: "تذوقه، فقط لمرة واحدة، وبعدها قرر إذا أعجبك أم لا".
اقترب الأسد بحذر من الطعام وتذوقه برفق، وفوجئ بطعمه اللذيذ. بعدما فرغ من الطعام، أعرب الأسد عن إعجابه وقال: "حقًا، الطعام لذيذ جدًا".
فرح الحطاب وقال: "سأحضر لك الطعام كل يوم، إذا ما رضيت".
منذ ذلك الحين، أصبح الأسد والحطاب أصدقاء، وعاشا سويًا بسلام وتعاون في تلك الغابة الجميلة، مثالاً حيًا على كيف يمكن للتفاهم والصداقة أن تتغلب على الخلافات وتجلب السلام والسعادة.
بعد أن أصبح الأسد والحطاب أصدقاء، بدأ الحطاب يزور الأسد يوميًا ليحضر له الطعام. وكل يوم، يجلب الحطاب طعامًا مميزًا ليثبت للأسد أنه يستحق الصداقة والثقة.
في أحد الأيام، حدثت حاډثة غير متوقعة، حيث اقتربت منطقة الغابة التي تقطنها الحيوانات الأخرى من الأسد والحطاب. وكانت هذه المنطقة معروفة بأنها تخضع لسيطرة الأسد، وكان يمنع الحيوانات الأخرى من الاقتراب منها.
رأى الأسد ذلك وڠضب، فأراد أن يبعد الحيوانات عن المنطقة. لكن الحطاب نصحه بالهدوء والتفكير العقلاني، واقترح أن يتحدث مع الحيوانات بلطف لفهم سبب اقترابهم.
فعمل الأسد على تنفيذ هذا الاقتراح، واستمع إلى مشاكل الحيوانات واكتشف أنهم كانوا يعانون من نقص في الغذاء بسبب تغير المناخ. فقرر الأسد مشاركة جزء من صيده مع الحيوانات لمساعدتهم على البقاء.
تفاجأ الحيوانات بهذه اللفتة الكريمة من الأسد وبدأت تقبله وتثق به تدريجيا. وأصبحت الغابة تعيش في سلام وتعاون بين جميع الحيوانات، وكان الأسد والحطاب هما قلب هذه الصداقة والتفاهم، وعبرة تبقى للأجيال القادمة عن قيمة الصداقة والتعاون في بناء عالم أفضل.