سيدنا على ابن أبى طالب
�#حكم_عادل
دخل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إلى المسجد ذات يوم فرأى صبيّ يبكي بكاءً مريرا، وحول الصبي جماعةٌ من الرجال يحاولون إسكاته، فلمّا رآه يبكي، قال له: "ما بالك يا صبي؟!"
فقال الصبي: "يا مولاي؛ إنّ هؤلاء الرجال الذين تراهم خرج أبي معهم في سفر وكان أبي صاحب أموال، وأخذهم معه للتجارة، فعاد هؤلاء الرجال ولم يعد أبي معهم، فلما سألتهم عنه قالوا: ماټ! ، فسألتهم عن تركته -من الأموال-، فقالوا: ما خلّف شيئاً، فلما اشتكيتهم إلى القاضي استحلفهم فحلفوا له وأطلقهم!"
فقال علي: "لأحكمنّ بحكم ما حكم إلا داوود -عليه السلام- .."
ومن ثم دعاهم جميعاً ونظر إلى وجوههم، وقال: "انبئوني بما فعلتم بوالد هذا الصبي" ، فقالوا له بصوت واحد: "ماټ!"
ففرّق علي بن أبي طالب بينهم، وأوقف كل رجل منهم في جهة من المسجد، ثمّ دعا بكاتبه وقال له اكتب، ومن ثم قال للناس على حده "إذا رأيتموني كبّرت فكبّروا معي كلكم!"
ومن ثمّ دعا بواحد من المتّهمين، وقال له: "أخبرني في أي يوم ماټ أبو الصبي؟" ، فقال الرجل: "في يوم كذا وكذا وشهر كذا وكذا ووقت كذا وكذا.." فقال علي: فمن غسّله؟" ، قال الرجل: "فلان"
فلما سأله عن كل هذا كبّر علي -رضي الله عنه- وكبّر الناس معه كما أمرهم! ، فارتاب الباقون من الرجال لما رأوا وسمعوا التكبير، ولم يشكّوا أن صاحبهم قد أخطأ بحديثه .
فأمر علي بسجن الرجل الذي سأله، ومن ثم دعا بالآخر، وقال له: "قد علِمتُ بما صنعتم به .." ، فقال الرجل على الفور: "يا أمير المؤمنين ما أنا إلا واحد منهم، ولقد كنت والله كارهاً لقټله!"
فاعترف الرجل، وأقرّ بما فعله هو وأصحابه بوالد الصبي، ولما دعاهم واحداً واحد، أقروا پالقتل جميعاً؛ ظناً منهم أن صاحبهم الأول قد اعترف لمّا سمعوا التكبير ..
فانكشفت الحقيقة بتلك الحيلة الذكية، وعاقب علي -رضي الله عنه- المجرمين بفعلتهم الشنيعة، وشفى غليل الصبي على والده.
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
رضي الله عن صحابة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
لا تنسي متابعتنا والتفاعل معا لدعمنا للمزيد من نشر المفيد
#قصة_وعبرة