الخميس 26 ديسمبر 2024

قصه ابكت العالم وادمعت من لا قلب له

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

خرجنا من المستشفى .. وخرج سالم معنا .. 

في الحقيقة .. لم أكن أهتم به كثيرا.. 

اعتبرته غير موجود في المنزل .. 

حين يشتد بكاؤه أهرب إلى الصالة لأنام فيها . 

كانت زوجتي تهتم به كثيرا .. وتحبه كثيرا .. 

أما أنا فلم أكن أكرهه .. لكني لم أستطع أن أحبه ! 

كبر سالم .. بدأ يحبو . كانت حبوته غريبة .. 

قارب عمره السنة فبدأ يحاول المشي .. فاكتشفنا أنه أعرج .. 

أصبح ثقيلا على نفسي أكثر .. 

أنجبت زوجتي بعده عمر وخالدا .. 

مرت السنوات .. وكبر سالم .. وكبر أخواه ..

 

كنت لا أحب الجلوس في البيت .. دائما مع أصحابي .. 
في الحقيقة كنت كاللعبة في أيديهم .. 
لم تيأس زوجتي من إصلاحي.. 
كانت تدعو لي دائما بالهداية .. لم تغضب من تصرفاتي الطائشة ... 

لكنها كانت تحزن كثيرا إذا رأت إهمالي لسالم واهتمامي بباقي إخوته .. 
كبر سالم .. وكبر معه همي .. 
لم أمانع حين طلبت زوجتي تسجيله في أحدى المدارس الخاصة بالمعاقين .. 
لم أكن أحس بمرور السنوات .. أيامي سواء .. عمل ونوم وطعام وسهر ..
في يوم جمعة .. 
استيقظت الساعة الحادية عشر ظهرا.. 
ما يزال الوقت مبكرا بالنسبة لي .. كنت مدعوا إلى وليمة . 
لبست وتعطرت وهممت بالخروج .. 
مررت بصالة المنزل .. استوقفني منظر سالم . كان يبكي بحړقة ! 
إنها المرة الأولى التي أنتبه فيها إلى سالم يبكي مذ كان طفلا .. عشر سنوات مضت .. لم ألتفت إليه .. حاولت أن أتجاهله .. فلم أحتمل .. كنت أسمع صوته ينادي أمه وأنا في الغرفة .. 
الټفت .. قلت سالم ! لماذا تبكي ! 
حين سمع صوتي توقف عن البكاء .. فلما ؟؟
وكأنه يقول الان أحسست بي .. أين أنت منذ عشر سنوات !
تبعته .. كان قد دخل غرفته .. 
رفض أن يخبرني في البداية سبب بكائه .. 
حاولت التلطف معه .. 

انت في الصفحة 2 من صفحتين