الجمعة 18 أكتوبر 2024

رواية اسلام كاملة بقلم سارة منصور

انت في الصفحة 6 من 27 صفحات

موقع أيام نيوز

ليه يااكرم تزعل نفسك ايه ياعني لما خسړت 500 الف دا حتى الرجال اللى اسمه أأأه الإمام دا شريك ناجى أخويا خسر من البنك 50 مليون والراجل زي الفل 
لايعرف أن بكلامه هذا فتح عمق الالم من جديد فى جسديهما تذكرت رحمة زوجها قبل ۏفاته عندما كان جالسا على فراشه يبكي ويصيح أن تعب عمره الذي أكل صحته ضاع فى ثوان وۏجع قلبها الذي نمي عندما وجدته غارق فى دموعه يتمتم بكلمه ابني اسلام و لا يستجيب لصوت صياحها ليصمت للأبد وتنقطع أنفاسه بحسرته 
قالت نجوة 
_ شهيد لقمه العيش ياحبة قلبي كان يطلع من الشغل بتاعه على شغله التانى والثالث 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
مضي وقت على صمتهم الطويل وعلى شهقات رحمة المتواصلة على حال زوجها وابنتها التى قطفها بصحته وعمره واردا أن يقتلع أوراقها لكنه ماټ زليلا مټألما 
قطع صمتهما العم وهو
يقول بعد أن لكزته زوجته عدة مرات فى قدميه حتى يتكلم 
_ ياست رحمة المرحوم قبل مايموت باع الشقة دى وقالى أنه محتاج الفلوس ضرورى وأنا أعطتله الفلوس لأن كنت ساعتها بدور على شقه لابني عشان يتجوز فيها وزى ماأنت شايفه أبنى لقى عروسة وعاوز يوضب شقته 
فلو يعني 
لاحظ العم تغير قسمات زوجة أخيه رحمة الى الاحمرار الشديد 
فأردف 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
_ هو أكرم مقلش ليكى ولا ايه 
فجأة علا صوت شهقاتها تطالب بالهواء انخلع قلب اسلام عليها وهو يراها بتلك الحالة وهى تفقد وعيها تماما 
عض على شفتيه حتى ڼزفت بالډماء يحاول التماسك فهو الأخر يشعر أن اخر نفس سينهى حياته قريبا وهو ينتظر الطبيب 
_ للاسف الحالة دخلت فى غيبوبة سكر وبنحاول على قد مانقدر الامر بيد الله ادعولها 
_ ونعم بالله يادكتور ياعيني عليكي يارحمة ياحبيبتي هتروحي فيها وجوزك لسة مېت من كام يوم 
هتفت بها نجوة 
فرد عليها زوجها 
_ اخرصي ياولية الست فى غيبوبة ان شاء الله تفوق 
لم يشعر اسلام بقدماه وهى تسقط على الارض وعلى صوت صياحه بالبكاء يدوى فى ارجاء المشفي فلم تعطيه الدنيا السعادة بل سحبت منه أوصاله التى كانت سبب فى الحياة 
داخله يناجى ربه وشفتاه ترتعش بالخۏف وقلبه ېتمزق مع كل نبضة 
_ يارب مليش غيرها احفظهالى ليا أنا ممكن اموت بعدها مش هستحمل فراقها ابدا 
يارب يار ب 
تمضي الايام تاركه أوجعها تزداد داخل كيانه تمزقة مع كل شهيق يدخل رئتيه 
يظل فى المشفي ولا يخرج منها الا عندما يأتى الامن ليخرجه يطلب رؤيتها ولو دقيقه واحدة لكن الرفض يأتى فى كل مرة 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
وبصعوبة تامه سمح له بالدخول لعدة دقائق تحت توصية كبيرة من عمه ناجى الذي أشفق على حالته 
_ ماما متسبنيش أنا محتاجلك انت وعدتنى تفضلى معايا قالها وهو يمسك بيديها وتتساقط الدموع على تغطيته المعقمه 
يراها كالبدر المضئ فى ليلة ظالمة تكون هى وجه السعادة تلطف بضوئها الساحر الممزوج بالامان برغم تدهور حالتها الصحية الا أنها فقط تزداد جمالا تطرق ذكرياته لها وهى تمنع والده من ضربه وتتلقى هى الضړب وعن أخبارها الدائم له أنها فتاة جميلة 
فيتحطم قلبه أكثر وهو يخبره أنه لو لم يأتى لم تكن التعاسة حظها ولم يكن المړض يحوطها 
تمنى لو يعود الزمن وتخرج روحه فى وقت ولادته كانت لتكون سعيده مع أبيه الان 
طوال النهار والليل يبقي معها وفى جنون الليل يذهب الى غرفته المظلمه التى فرشت الدموع داخلها باشواك الماضي وبقي اثارها فى

كل شئ 
فتح هاتفه المحمول ليري 100
رساله نصيه و اتصال لم يصله 
كلها من شخصا واحد رامى 
إنت فين يابني مختفى ليه 
جتلك البيت ميه مرة وانت مش موجود 
أدم قالى على والدتك أنا أسف هتخف وهتبقي كويسة متقلقش 
روحتلك المستشفي ومش عارف أوصلك 
أغلق هاتفه وألقاه فى الجدار فټحطم 
فى تلك اللحظة رن جرس المنزل عده مرات لايريد مقابلة أحد لكن يستمر الطارق فى النقر عليه 
أقترب من الباب وبعيناه شعله لن تنطفئ أبدا 
_ أنت فين يا اسلام أنتوا كويسين يابني قالتها نجوة وعلى وجهها الخبث يحمل كلمات يعرفها جيدا 
_ لا مش كويسين نعم 
انقلبت قسماتها الى الضيق وهتفت بص يااسلام أحنا مش مجبرين ننتظر أكتر من كدا أبني عريس وعاوز يفرح 
رد عليها اسلام مقاطعا 
_ أنا هسبلكم الدنيا أنا وامى عشان تفرحوا أكتر 
قالها وهو يلقي بمفتاح الشقه على الارض ويمشي بسرعة من أمامها تاركا البيت بالكامل 
مشي على الطريق العام لايري لايسمع فقط ذكريات حياته تمر عليه مرارا وتكرار لاشئ سعيد لم تفرح والدته بل لم يجد الفرح طريقها ابدا فقط أبتسامات كاذبة تعطيها له كيف لم يعرف أن وراء تلك الابتسامه الم ينذف بالۏجع 
وصل الى البحر نظر اليه طويلا حتى مر الليل باكمله على عيناه المستيقظة الغارقة بهالاتها السوداء حتى ارتفعت الشمس تخاطب قلبه الحزين بأن يصمد لأجل والدته 
رجع الى شقته ليري ان محتويات البيت كلها بالخارج 
والعمال يخرجون باقى الحاجات تسأل ما بال حقدها وسوادها ليجعلها تخرج كل أثاث البيت طوال الليل 
هل سمعت الكلمات التى قالها لها ولم ترى الۏجع بكل حرف 
اتجهه الى خزانة والدته واخذ ملابسها فقط واتجهه فى طريقه لايعرف الى اين فقط يمشي عده ساعات ليري أنه وافقا أمام منزل عمه ناجى 
_ ملقتيش الا هو تروحى عند الأسد برجلك هاهاه بس عندك حق ماانت ملكيش حد غيره 
قالها اسلام مخاطبا قدميه التى أتت به عند منزل عمه 
تنهد وهو يصعد الى المنزل ليقابل عمه ناجى الذي رحب به كثيرا 
_ والله كنت جايلك لسه من شوي عمك قالى أنك سبت الشقه وبعتها ليه استغربت جدا وقولت لازم أشوفك 
_ هو قالك كدا ياعمي ابويا اللى باعها له وانا دلوقتى معنديش حته أعد فيها 
شعر ناجي بالم الذي بحروف اسلام فتنهد بحزن وقال 
_ بيت عمك هو بيتك الاول مش التانى كمان أنت زي أدم عندى والله ومتقلقش الدكتور طمني على والدتك حالات كتير بيحصل كدا وبيقوموا على طول ادعيلها انت بس ياحبيبي 
قالها ناجي وهو يربط على كتف اسلام الذي فاضت عيناه بالدموع الكسرة 
فأردف ناجى 
_ الواد أدم أتجوز وأوضته القديمه
فاضيه خدها أنت وارتاح فيها 
واى حاجه تعوزها قولى 
ياعم توفيق تعالا خد اسلام وديه اوضه ادم 
أنا ياحبيبي دلوقتى رايح شغل ضرورى 
صحيح نسيت اقولك 
أدم فتح صيدلية جديده فى منطقة المهندسين قولتله محدش هيمسك الحسابات غير اسلام 
أطلع أطلع لما أجى بينا كلام كتيير 
يلا ياحبيبي مع السلامه 
لم يستطع اسلام الرد على كلام عمه ناجي فالفرق بينه وبين أبيه وأخوته كالسماء والارض 
وعيناه التى تنبعث منها الحنان الابوى الذي لم يشعر به أبدا ألقى فى قلبه الراحة وأن زاد خوفه من أدم الذي يقطن فى الاعلى مع زوجته لبني 
حدث نفسه بأن ذهابه الى الصيدلية أفضل له وأن كان أدم بها مع البقاء مع أعمامه الحاقدين الذين يراقبونه ليلا ونهارا 
خرجت من فمه ضحكه ساخرة وهو يقول 
_ الضباع مستنياني فى كل مكان أروحه 
تنهد وأردف 
يارب أنا مش عاوز حاجه من الدنيا دي غير أمى تكون بصحتها هستحمل أى حاجه بس أمى ترجعلى 
وفى الليل تقلب اسلام طويلا على الفراش ينتظر غبار النوم ينتشر داخل عيناه فلم ينم منذ شهر كاملا وبالفعل جاء النوم يملا جسده بالانهاك مع ثقل الليل 
وضاع منه فرصه ان يستمع الى المشاحنات التى تأتى من الدور العلوى بالصياح وتكسير الاثاث حتى انه لم يشعر بذلك الذي يقفز من شرفته العلوية الى شرفته بغرفته القديمة ويزفر بقوة 
أستلقى على فراشه الكبير يتقلب فيه ويسب كل شئ حتى أنهكه التفكير ونام لتذهب روحه الى عالم الاحلام 
تسللت شمس الصباح الى شرفته ترتسم على عضلات بطنه السداسيه 
_ لبنى أيه دا أنت طولتى أمتى 
فجأه أنفتح عيناه وقام من جلسته منتفضا پصدمه وهو ينظر الى أكثر وجهه يكره 
_ ماما متسبنيش متسبنيش ماما 
تمتم بها اسلام وهو نائما لتمر على أذن ادم كالضربه القاضية فنبض قلبه پجنون وأنتفض مسرعا الى شقته فى الدور العلوى وهو يكز على أسنانه بضيق حاد 
تمضي الايام على عهدتها لا شئ جديد حتى
جاء اليوم الذي يذهب فيه اسلام الى صيدلية أدم 
كان الاستقبال

مثل ماتوقعه اسلام بالظبط فنظرات أدم المشټعلة بالضيق ماتزال تسكن عيناه نظرات تخبره أن يخرج قبل أن يطعنه لكنه فقط يبقي تحت حصن عمه ناجى الذي يمنع ادم من التكلم 
ولا يختلف شعورهم عن بعض فالقلوب عند بعضها تقرأ من
هم احبابها واعدائها فغالبا مايشعر اسلام بالحقد أتجاه أدم فهو مايزال فى السنه الثالثه فى الجامعة وقد تزوج وفتح له ابيه صيدلية طبية ضخمة ويكفى ان والده ناجى يحبه ويحتضنه كلما يراه 
دائما ماتأتى لبني الى زوجها ادم وطبيعتها فى أثارة غيرته لم تتوقف الى الان فكان اسلام ضحيتهما مجرد علكة تمضغها لبني بدرسها يمينا ويسارا 
حتى تشعل عين أدم 
تضايق اسلام بشدة وهو يرى نفسله مجرد لعبه فى يديها وأن مابه يكفى فأراد أن يجعلها ټندم فذهب الى مكتب أدم وهتف 
_ قول لمراتك تبعد عنى كل لما تشوفنى تتلزق فيا وأنا مش طايقها أساسا 
لم يعرف أسلام أن تلك الكلمه خرجت الى أدم لټطعنه فى شرف زوجته فاقترب منه يمسكه من قميصه ولايفرق بينهم سوي النفس وينظر اليه يريد ان ېحطم عظامه بالكامل 
_ متضربني ياجبان اضرب بدل ماتروح تربي مراتك التيييت 
رفع يده يوجه اليه لكمه بأقصي قوته ومن قوة دفعه سقط على الارض بعيدا على كرسيا ټحطم بمجرد وقعه عليه فانكسرت يداه 
حدث اسلام نفسه 
_ مش مهم ايدي تتكسر المهم اللى بينهم هما يتكسر ربنا ينتقم منك يالبني أنت وامك نجوة الحرباية وابوك مش مكفيكم انكم السبب فى اللى حصل لامى وكمان عاوزة تكشحيني من الشغل أنا بقي اللى هوريك مين هيمشي 
كلما يراه أدم ينتفض قلبه بالسم الغاضب يريد أن يبرحه ضړبا حتى يكسر عظامه لكن والده يقف فى كل شئ لا يصدق أن أباه يقف فى صفه الى تلك الدرجة حتى أنه يريد أن يجعله يكمل دراسته ويجعله يمسك بعض مشاريعه 
وقف أمامه يراقبه بضيق وهو يأخذ اموال الحساب حتى لمح صديقه رامي يأتى اليه فى الصيدلية ليشترى منه وبعد أن تكلموا كثيرا 
نظر رامي بدهشة الى اسلام فهتف به 
_ أنت يا تيييت مش عارف أوصلك تبقي أنت هنا ليه يا أدم مقولتليش 
كز ادم على أسنانه عندما تقابلت عيناه مع اسلام الذي ينظر اليه باستحقار 
لكن رامي سحب اسلام الى الخارج وقال 
_ أنت تيييت ياض كل الفترة دي متكلمنيش وأنا قاعد أدور عليك 
_ يعن أنت مش

انت في الصفحة 6 من 27 صفحات