الجمعة 27 ديسمبر 2024

روايه لهيب الهوى بقلم شيماء الجندى

انت في الصفحة 8 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز

زي ما
تخيلتك خاالص يارنيم هانم !!
سارت بطرقات الشركة بجانب سيف رمقها الموظفون بنظرات فضولية وأخرى معجبة وأخرى محتقرة لتلك الفتاة الصغيرة التي أغوت رئيسهم العاقل ليحكموا عليها مثله بلا دليل اتجهت إلى غرفة الإدارة لتدلف إلى غرفة شهاب تتفقدها لأول مرة ترى مكان عمله 
كان يخفيها عن الجميع.. كانت مجرد سر من
أسراره ولكنها لم تتذمر يوما اكتفت به ليصبح عالمها فأين هو الآن انهار عالمها الصغير فوق رأسها دون شعور منها سقطت دمعاتها بعد تلك الأفكار التي راودتها.. دارت بالغرفة الواسعة تنظر إلى أشياءه بحزن واضح.. تابعها سيف بصمت تام لاحظ حزنها الكامن ليقترب منها قائلا
شهاب كان عاملك دولاب هنا ومحدش كان بيقدر يجي جنبه.. حتي أنا وأيهم مكناش نعرف عنه أصلا !!
نظرت إليه بفضول ليشير برأسه ناحيته اتجهت حيث أشار تنظر إليه بفضول لتجد أنه مغلق بكلمة سرية التفتت له بتساؤل..ليرفع كتفيه معبرا عن جهله بها وقال
معرفش هو قالي إنك عارفاها كويس أو
مميزة عندك !!
عقدت حاجبيها باندهاش..ثم نكست رأسها ترفع كتفيها هي الأخرى تقول
مش فاهمة.. خلاص مش مهم !!
اندهش سيف فهي طوال الطريق صامتة شاردة تنظر من النافذة ولم يقاطعها أقلقه وضعها ليقول
رنيم.. متزعليش من اللي عمله أيهم الصبح..هو مندفع شوية خصوصا بعد مت شهاب.. بس أنا كلمته.. أنا معاكي دايما صدقيني !!
انصتت إلى حديثه بصمت تام ثم ابتسمت بسخرية تقول
أنا مصدقاك ياسيف ياريت انت كمان تصدق اللي هقوله أنا مبقاش يفرق معايا مين هيساعدني ومين ضدي . ولا فارق معايا عمايل أيهم !! عارف أنا وافقت علي الوصية دي ليه !!
نظر لها بفضول ثم هز رأسه بالسلب لتقول
عشان ولادي عمر وجوان أنا معنديش استعداد يلوموني لما يكبروا إني فرطت في حقهم . مش عايزة غير إني أطمن عليهم ياسيف انت متعرفش أنا خاېفة عليهم قد أيه . ولادي ملهومش ذنب في كره أخوك ليا.. أنا عارفة إن صورتي مش هتتغير في عيونكم.. عارف كنت عايزة أرجع شقة شهاب ليه !! عشان ولادي ميكبروش وسط أفكاركم عني مش عايزة أشوف في عيونهم نفس نظراتكم ليا !!
نظر لها ثم ابتسم قائلا بمرح
مين فهمك إننا بنكرهك.. ده أنا برتاحلك أكتر من ريماس بس إوعي تقوليلها دي بتغير عليا أوي !!
ابتسمت بهدوء ثم قالت بعملية
شوف هنبدأ منين لحد ما أخوك يوصل !!
قضت يومها تستمع إلى تعليمات أبناء الرفاعي بالعمل وما يقتضي أن تفعله وما عليها ألا تفعله وكيف تتعامل مع الموظفين.. تعمدت ألا ينفرد بها أيهم بأي مكان حيث التصقت ب سيف بحجج مختلفة ليلاحظ هو ذلك لكنه فضل الصمت ومراقبة أفعالها حتى حان وقت راحة الغداء 
غمز أيهم ل سيف ليفهم الآخر مبتسما بهدوء وقال فجأة
طيب وقت الغداء وأنا رايح آكل !!
وقفت رنيم تقول مسرعة
استنى هاجي معاك !!
لا إحنا هنطلب هنا ورانا حاجات كتير مينفعش تخرجي !!
قالها أيهم بعد أن عاد بظهره إلى الخلف مستندا إلى الكرسي ببرود نظرت له پغضب ثم إلى سيف الذي قال
خلاص أنا هطلبلكم من بره !!
نظرت له رنيم بترجي تقول
طيب ماتقعد تاكل معانا !!
ابتسم لها يقول
معلش يارنيم أصل عندي مشوار مهم وهلحقه في فترة الراحة وهاكل حاجة سريعة في العربية !!
ثم انطلق على الفور إلى الخارج مغلقا الباب خلفه لتجز على أسنانها حين قال ساخرا
تعالي اقعدي ماتتكسفيش أنا زي جوزك برضه..!!
أجابته بحدة
وأنا أتكسف ليه أصلاا !!
تحبي تاكلي أيه ولا هتثقي في ذوق سيف !!
لم ترفع أنظارها إليه بل تابعت ما تفعل وردت
هثق في ذوق سيف !!
استشاط من أسلوبها ليقول
وأنت تعرفي ذوقه منين عشان تثقي فيه !!
رفعت كتفيها بلا مبالاة وتابعت ما تفعل وقالت
معرفوش هجربه !!
ضيق عينيه پغضب لم تعامله أنثى هكذا من قبل.. كيف لها أن تفعل ذلك به ارتفع غضبه إلى أعلى المراحل ليرفع ذقنها إليه قائلا پغضب
أنت إزاي تعامليني كده !!
نفضت ذراعه پغضب وقالت
متقربش مني تاني أظن إنك نسيت كلام الصبح !!
نظر لها ببرود وقال
كل ده عشان ضربتك بالقلم !!
وقفت متجهة إلى المرحاض وهي تقول
لا كل ده عشان انت شخص معډوم الضمير كنت فاكراك هتفوق وإديتك فرصة واتنين بس عقلك مش مستوعب حاجة غير الاڼتقام مني !!.
دلفت إلى الحمام مغلقة إياه خلفها مر اليوم وهي تبتعد عنه وتتجنبه تحاول بشتى الطرق إنهاء مايكلفها به بعملية تامة 
وفي المساء بعد أن فرغت المجموعة من الموظفين ولم يبق سواهم أنهوا الأعمال تاركين ماتبقى إلى الغد وقفت على الفور تلملم حاجياتها وكادت أن ترافق سيف لكنه قال بصوت صارم
رايحه
فين أنت هتيجي معايا وكفايا أوي لحد كده أنا جايب آخري منك !!
لم تجيبه بل نظرت له باحتقار ثم خطت إلى الأمام تقول
هستنى مع سيف تحت لحد ماتخلص !!
تركها ثم لملم أشياءه وعقله لازال يحاول فك شفرات تلك الأنثى التي تتلاعب علي أوتار عقله 
وصل إلى القصر بسلام طوال الطريق
لم تحادثه كان متحيرا هل يفتح معها حديث أم لا.. لكن ماذا يقول لم يكن يبنهم أحاديث خاصة كما بينها وبين أخيه سيف هبطت من السيارة فور وقوفها تتجه إلى الداخل بخطوات سريعة ثم إلى جناحهم ومنها إلى غرفة الأطفال تطمئن عليهم لتنظر إليهم أثناء نومهم بابتسامة جميلة ثم مالت عليهم تقبل كلا منهم بنعومة متجهة إلى الخارج مغلقة الباب بهدوء.. ثم إلى الحمام تنعش جسدها بحمام دافئ بعد ذلك اليوم الشاق..
وقفت وهي تستعيد بعض ذكرياتها كيف تركها والديها منذ أعوام.. لتبقي وحيدة بذلك العالم.. كيف افترسها عمها وابنه ونهب كلا منهما حقها ولم يكتفيا بذلك بل كانا يريدان التخلص منها تماما لم تختار يوما حتي شهاب لم تختاره هو من اختارها اعتبرها الجميع قطعة شطرنج يحركونها كيفما يشاؤون.. غير عابئين بما تريد هي !!!
جففت جسدها وخصلاتها ثم ارتدت البورنص الخاص بها لتخرج متجهة إلى غرفة الملابس.. انتقت قميص طويل وردي اللون يصل إلى كعبيها
مفتوح من الجنبين من ركبتها إلى أقدامها بحمالات رفيعة..
ارتدت مسرعة ثم اتجهت إلى أريكتها بعد أن أعدتها لتغمض عينيها بصمت تام هي لمحت أنه بالغرفة يلقيها بنظرات فضولية علها تلتفت أو تتحدث لكنها لم تعيره اهتمام.. كما لم يعيرها أحد أدنى اهتمام.. هي وحيدة وستظل وحيدة فلتتمتع بالهدوء بوحدتها يكفيها صراعات إلى الآن ..
لم تكن تلك الوحدة خياري يوما ما لم يهبني الراحلون حق الاختيار إن تركتم الأمر لي لتخيرت رفقه هادئه تعيد سلامي النفسي المسلوب رغما عني لكني لم اختار
رنيم صعبت عليا أوي النهارده مكنش ينفع يعمل كده فيها أبدا..
تنهد بارهاق وهو يربت علي جسدها بلطف قائلا بنبره هادئه
هي ربته طول اليوم في الشركة اصلا محدش عجبه اللي حصل غير الحربايه دي 
ثم شرد بحديث أخيه معه صباحا وهو يبتسم بهدوء 
Flash back ..
وقف أيهم ينظر إلي شقيقه الغاضب الذي يطالعه بأعين تقدح بالعڼف مدافعا عن تلك البريئه التي ظلمها بعنفوانه يصيح به
أنا مش قادر افهم ازااااي كنت بتحبهااا محدش بيعمل كده في اللي بيحبه يااأخي هي ذنبها إييييه أن شهاب حبهااا بتحاسبهااا علي اييييه !!!!
صړخ أخيرا ذاك الۏحش بانفعال شديد وهو يركل الطاولة بقدمه پعنف ممسكا بتلابيب قميصه پغضب
عاااايز تووصل لايه يااااسيف !! ذنبهااا إنه لمسهااااا أنت عااارف بټحرق قد إيه

من سااعه ماعرفت أنه بيحبهاااا وخدهااا ليه !! عااارف النااار اللي جوايااااا شكلهااا إييييييه !!!! أنا لسه بتنيل بحبهاااااا ده اللي اكتشفته من ساعه ما شوفتها تااااني مبسوط كدااااا !!!!!!
واللي بيحب حد بيهينه مش كده !! منين تقول انها تخصك وتاني يوم تضربها بالقلم قصادنااا كلنا !!!
تركه وتحرك بالغرفه پجنون وهو يشعر أن أخيه تولي منصب ضميره يجلده وبشده أدمعت عينها وجلس بانهاك أعلي الأريكة وهو يقول بحزن بالغ
مش عارف اكرهها ياسيف ليه مش عايز تسيبني في حالي ! بقولك شوفت صورها معاه بعينياااا..
زفر الآخر پغضب وهو يطالع نظرات أخيه الحزينه المرهقه بحزن ثم تقدم منه يربت علي كتفه يقول بعقلانية وهدوء
يابني افهم ناصف ده قذر وانا وانت عارفين ده وواضح جدا أنه عاوز يوقع بينكم هي هتتفق معاه ليه وهي كان قصادها ورث ابوها كله اللي نهبوه معقول ده الطفل مايصدقش ده .
دس يده بخصلاته پعنف واردف پغضب
وهي مردتش عليها ليه وبرأت نفسها !!!
اشاح سيف بيده پغضب واردف بانفعال
يابني متعصبنيش مش أنت رديت وقولتها تخليها في حالها وقفلت الكلام يخربيت صاافي وقرفهاااا 
تطلع إليه بصمت لحظات واردف پغضب
اهو اللي حصل بقااااحسن خليها تكرهني وتبعد عني..
زفر سيف وقال ببرود وصوت ورخيم
خلاص كرهها فيك وخليها تقول ڼار ناصف ولا جنه أيهم علي الاقل ده بيجري وراها حتي لو طمع مش زيك أبدا 
ثم تركه لأفكاره السوداويه عله يعود إلي رشده وهو علي يقين أن أخيه بحاجه ماسه لبعض الوقت فقط وسوف يتغلب قلبه علي جميع أفكاره.. إنه عشق توغل بخلاياه حرمه علي حاله حين 
انقلبت الموازين وأحبها أخيه تنازل مرهق مؤلم يدفع ثمنه بمفرده الآن .
Back 
روحت فيين! مين واخد عقلك مني !!
اللي وخداه واحده بقيت قمر أوي في فتره الحمل.. انا حبيت الحمل خلاااص .
وهو قبل الحمل مكنتش كده !! أنا في حمل او منغيره قمر.. حصلللل وانا شاهد بمت فيك ياريماس 
وانا بعشقك ياقلب ريماس .
استمرت الأيام هكذا تتجنب الجميع تضع كل من يحادثها بكلمة مهينة عند حده استخدمت أسلوب السخرية اللاذعة معهم وهو أولهم اكتفت بأبنائها وعملها طوال اليوم تتجنبه تجيبه بأحاديث مقتضبة تخشي جميع من حولها.. ابتعدت حتى عن ريماس..تتناول طعامها بعيدا عنهم بفترة الراحة تجلس صامتة إذا انتقل حديثهم من العمل لأحاديث جانبية.. اندهش سيف محاولا عدة مرات معها لكنه كانت تجيبه بابتسامة هادئة صامتة .
إلى أن جاء ذلك اليوم حيث وقفت أمام خزانتها التي خصصها لها شهاب وهي تبتسم مستغلة غياب سيف وأيهمعن المكان.. حيث تذكرت كلمة السر عيد مولد أمها التاريخ الأحب إلى قلبها كم تفتقدها .
فتحت الخزانة وياليتها لم تفتح . بدأت تقلب الصور بابتسامة هادئة لقد جمع لها العديد من الصور هنا بمراحل عمرية مختلفة . عقدت حاجبيها حين وجدت ذلك العقد الذي انتزعه
عمها من رقبتها فهو يخص أمها كيف وصل إلى هنا !!! نظرت إلى الورقة بجانبه ثم التقطتها باندهاش لتجد خط يد شهاب كاتبا أنه استرده بأمواله من أجلها وكان سوف يهاديها به بعيد مولدها.. ابتسمت بحزن ظلت تنتقل بين الارفف طالما حكي لها شهاب كم يعشقها منذ زمن لكنها لم تتوقع ذلك.. أغلقت الخزانة بحزن ودموعها تهبط بصمت .. تبكي پقهر لما وصلت

انت في الصفحة 8 من 18 صفحات