الخميس 26 ديسمبر 2024

قصة ابن التاجر والدرويش من الاول الي السابع

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

حسن إبن التاجر والدرويش
من الفلكلور السوري
رجل غريب في سوق الأقمشة حلقة 1 
في قديم الزمان عاش في حلب تاجر أقمشة ولم يكن له سوى ابن وحيد اسمه حسن فلما كبر الرجل وشاخ لزم البيت وحل ابنه مكانه في السوق يبيع ويشتري. وكان حسن فتى مليح الوجه حلو الحديث لكن ليست له براعة أبيه في التجارة فقل الربح ولم يكن ذلك يقلق التاجر فأمام ولده الوقت ليحذق تلك الصنعة وسيصير من أكبر باعة القماش وكان في تلك المدينة درويش غريب الأطوار يرتدي ثوبا باليا ويدور في الأسواق وينشد 

سيحل الجفاف
الجدب والجوع
في الأمصار والبوادي
وكل لنواحي والربوع
ستجف الأشجار
وتذبل الزروع
ولن يبقى مطر في السحاب
ولا على الأرض ينبوع
وكان التجار يطردونه لما يقترب منهم ويشبعونه ضړبا وسبا لكنه لا يبالي يرجع دائما للسوق وينشد نفس الشعر وكان الناس ينظرون إليه ثم يهزون رؤوسهم ويواصلون طريقهم وحتى الشيوخ والفقهاء لم يكونوا يهتمون بما يقوله الدرويش فهم لا يخشون شيئا ما داموا يأكلون على موائد السلطان ويرتزقون من خيره .
في أحد الأيام مر الرجل أمام دكان حسن وكان الصبيان يرمونه بالحجارة حتى أدموا رأسه وقدميه الحافيتين ولا من يرحمه فخرج الفتى وصاح فيهم ويحكم أيها اللئام إتقوا الله فلم يحسن آبائكم تأديبكم !!! ثم أدخله عنده وأحضر له آنية فيها ماء فغسل له وجهه وضمد جراحه والرجل ينظر ولا يتكلم ثم وضع حسن صينية الطعام وأكلا حتى شبعا وأثناء الأكل كانا يتحادثان وتعجب حسن من سعة علم الدرويش وكل ما سأله عن حاله أخبره أنه سيعرف ذلك في حينه وقبل أن ينصرف الرجل أعطاه الفتى جبة جديدة وعمامة فأعلمه أنه ليس عنده ما يدفع به ثمن الثياب أجابه حسن إنها هدية لوجه الله .وكان التجار يستقذرون ذلك الدرويش وقالوا وهم يضحكون لن يأت أحد لدكان الحاج مختار بعد الآن فلا شك أنه مليئ بالقمل والبق الذي كان ملتصقا بذلك المتشرد النتن الرائحة .
في الغد مر الدرويش في السوق واستغرب الناس من جمال مظهره بعد أن لبس الملابس الجديدة وشذب لحيته وقص شعره ولما وصل لدكان حسن دعاه للدخول وما كاد يجلس حتى أشعل الكانون ورمى فيه أعشابا ففاحت من الدكان رائحة زكية كأنها المسک وبعد قليل صار الزبائن يدورون فلا يعجبهم شيئ فيجيئون لحسن ويروق لهم كل ما عنده فيشترون منه وانزعج بقية التجار فلما حان المساء لم يبيعوا سوى النزر القليل بينما كادت البضاعة أن تنفذ من عند إبن التاجروحتى الأشياء الكاسدة باعها قال الدرويش لم يبق إلا أن تذهب لدار أبيك وتستريح وفي الفجر تأتي هنا فستجد خمسة جمال محملة بالأقمشة إدفع المال لصاحبها ولا تسأله عن شيئ لا من هو ولا من أين جاء !ا! هل فهمت يا بني أجابه وما يهمني من ذلك !!! سآخذ بضاعتي ثم أتوكل على الله في الغد تعجب حسن كثيرا حينما جاءت القافلة التي قال عليها الدرويش ووقفت أمام الدكان ورأى إبلا حمراء جميلة المنظر وأمامها رجل يلف رأسه بعمامة زرقاء ولا لحية له قال له أنزل الصناديق ولما فتح إحداها وجده مليئا بحرير سمرقند والصين والأثواب مختلفة الألوان والأشكال فقال له حسن ما معي من مال لا يكفي حتى لصندوق واحد !!! أجابه الرجل ما تفعله من خير يرده الله لك من حيث لا تعلم فاشكر ربك على رزقه وخذ بضاعتك أراد حسن سؤال صاحب القافلة عمن

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات