الأربعاء 25 ديسمبر 2024

رواية اسلام كاملة بقلم سارة منصور

انت في الصفحة 4 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز


فقد شعر أنه لاشئ أمامه فقال ساخرا 
أنت هتخليني أندم يا 
فقال إسلام مقاطعا 
شوية لعب الاطفال دا مايجيش معايا 
لو أنت راجل فعلا أستنانى بعد المدرسة فى حوش الملعب 
وأنا هعلمك أزاى تعرف تتكلم معايا بالطريقة دى 
وبالفعل عرف إسلام أن يلعب بانفعال رامي وعقله المغرور 
وطلب منه قتالا لم يستطع رامي أن يرفض حتى لا يتم أهانته أكثر فأقسم على جعله يذهب الى البيت زاحفا 

خرج إسلام من الحمام أمامهم تحت عيونهم التى تقطر
خبثا حتى جعلهم يتسألون من أين يأتى بتلك الثقه 
هتف أحدهم أمام رامي 
هنبقي معاك الواد دا مش هيروح غير وهو متكسر 
هتف الاخر 
عيل مغرور أنا مش هرجع غير لما أكسر رقبته 
الټفت اليهم رامي وقام بضړب ثلاثتهم حتى سقطوا على الارض وأصبح يركلهم فى بطونهم بقوة وهو يقول 
محدش يجي جنبه أنا اللى هشرب من دمه 
طوال اليوم ورامي ينظر الي إسلام وعيناه لاتفارقه وعقله يحدثه أنه أهان نفسه عندما أستعان بطلاب أخريين 
وعن أهانت اسلام له بتلك الطريقه جعلته طوال اليوم يكز على أسنانه پعنف 
وما جعله ينفعل أكثر ويستشاط ڠضبا أن أسلام يقضي وقته كالعاده متفوق
لا يشغله أى شئ عن الجواب عن الاسئلة العبقرية التى يتفاخربها المعلمين 
وعندما حان وقت الذهاب من المدرسة وقف رامى ينتظره ساعه كاملة تحت الشمس الحاړقة فى حوش الملعب مرت عليه الدقائق والثوانى توخز جسده بالڠضب وتشعله بها 
حتى دخل عليه سائق السيارة الخاص به يحدثه أن والدته تريده أن يذهب الى البيت الان 
لم يوافق رامي لكن السائق فعل الامر الذي طلبته منه السيده بأن يحضره ڠصبا 
وبعد أن أمسك السائق برامي ركله فى بطنه وهرب منه حتى وصل الى خارج المدسة 
وهرول من سائقه حتى وصل الى الطريق العام ووقف بمنتصف الطريق 
لمح إسلام يقف على الجانب الاخر وينظر اليه بقوة 
فجرى اليه بدون أن يراقب السيارات المارة على الطريق 
دهش السائق الخاص به من السيارة التى كادت تطيح برامى على الرصيف لكنه كان أسرع فحمد الله وجرى خلفه 
أما رامي انتفض مسرعا الى اسلام حتى يفتعل الشجار الخاص بهم لكن العجيب أن إسلام هرب منه بأقصي سرعته 
لم يستسلم رامى وهو يرى أن إسلام يجرى بسرعه فدمه الحار لايجعله يشعر بالتعب الذي بقدمه مع تجمع العرق الذي أغرق جسده بالكامل 
توقف عن الجرى فجأه وهو لايري اسلام أمامه نظر يمينا
ويسارا 
منطقه مليئه بالبيوت لم يراها من قبل ولد الامل من جديد عندما لمحه يجرى فى نهايه الطريق الاخر حتى تقابلت اعينهما من بعيد 
لا يفهم لما يهرب الان بعد كلامه بتلك الشجاعة هل كان يقوم بالتمثيل كل تلك الاسئله تتهاتف الى عقله 
ولا يعطى له جوابا قابل للتصديق 
وما ان اقترب منه وجد نفسه وصل الى رصيف خالى من السيارات 
لا يوجد أى شخص وعندما الټفت الى الجانب الاخر وجده ينظر اليه بتوجس ومع أول خطوة للجرى صدر صوت لسيارة تأتى مسرعه مباغتا 
وكأنه قد شلت
قداماه وهو ينظر الى تلك السياره 
لم يشعر اسلام بنفسه وهو يجرى اليه الان بعد الخۏف الذي طوق رقبته مع أنفاسه الذاهبة تخبره نبضاته أنها لن تعود 
لكن عادت فجأه وخفقت بقوة وهو يهرع اليه 
يري السيارة تأتى مسرعه لكن لما المشهد يسير ببطئ شديدة ونبضاته مسرعه 
توقفت الانفاس وبقي نفسا واحدا يجرى على قسماته بعد أن سحبه من أمام السيارة بقوة ليبتعد الاثنان من أمام الرصيف 
عقله يخبره ان الزمن قد توقف عند رؤية تلك العينان الغريبه عن قرب التى تملأها الكلمات الحزينة 
عاد الواقع اليه عندما هتف به سائق السيارة المسرعة يسبه بأسوء الالفاظ 
لينتبه كلا منهم أنا احدهم فوق الاخر كانه عناق حار وليس هذا الامر فحسب 
تقلب إسلام طوال الليل على الفراش بجانب والدته التى مالت عيناها الى الكسرة الدائمه 
مالك ياإسلام حاطط أيدك على شفتك ليه ۏجعاك ياقلبي 
هااه لا لا مفيش حاجه ياماما
بص يااسلام أنت مش عجبني اليومين دوول فيك حاجه غريبه أحكيلي ياحبيبي لو فيه حاجه 
شعر اسلام بالتردد فى أخبار والدته لكن شئ داخلى يخبره أن مافى حياتها يكفى لما يخبرها باشياء تزيد ألامها أكثر 
فقال مغيرا لمسار الحديث 
ماما أنا المدرب بتاع الرياضه أخترنى ألعب فى فريق المدرسة عشان أنا بسبقهم كلهم وكل شويه يقولى ايه رايك 
أدم بيلعب فى الفريق 
مش عارف 
حارب عقلها عاطفتها لا تريد الموافقه لكن عيناه المتحمسة لا تريد أن تغلقها ألا يكفى مايوجد به 
فقالت وهى تبتلع ريقها بصعوبة 
أنت عاوز تلعب 
أأأه 
وافقت الام برغم رفضها الذي يلح عليها فهى تريد أن تراه سعيدا 
فقالت تحدث نفسها وهى تنظر الى قدميه الصغيرة 
هذه الاقدام تليق بأحذيه البالية ليست لاحذيه الراكلة للكرة 
أبتلعت الالم بمرارة وقد أيقنت فى كل يوم يمر عليها تراه أنها فتاة فتاة بريئة انولدت لأب من مجتمع غريب 
أقنعت نفسها أن تصمت الان وحينما يأتى الوقت سترتدي درع المحارب لأجل أبنتها 
مر الوقت سريعا حتى وصل اسلام الى نهاية المتوسط 
أصبحت حياة إسلام تتمحور حول
 

انت في الصفحة 4 من 57 صفحات