رواية اسلام كاملة بقلم سارة منصور
أمام أهله من لسانهم السليط والان بعد ان جاء الطفل لن يسمحوا لاى شخص بمعرفة مابه سوي أنه رجل من سيد الرجال
مرت ثلاث سنوات على عيناها وجسدها بالثقل الشديد كلما تنظر الى طفلها وعيناه الزرقاء التي ورثها من جدتها تشعر بالالم يدوي بداخلها كالصدي
عيون ليست كأى عيون زرقاء فلونها يدل على الصفاء والجمال كأن بهما عالم كاملا من البرائة واللطافة
اقنعت نفسها الاف المرات أنه ولد لكن لما قلبها وعيناها تكذبها
بل لما تراه فتاة صغيرة
شردت بذاكرتها للوراء
عندما كانت طفلة تحدث الجميع أنها ترغب عندما تتزوج بطفلة صغيرة تسميها زهرة الياسمين لشده حبها لزهور
تململت فى الفراش بجانب زوجها وهمست له والخۏف يسري داخلها وقد بقي لسنوات
همممم
أكرم لو مثلا
مثلا
أييه خلصي
لو مثلا
إسلام كبر ووقت العملية قالوا أنه مش هينفع
الټفت اليها وعيناه مليئه بكيد سنوات يكتمه حتى أصبح مخزونا على وشك الخروج عليها كالطوفان
ازاى تفكرى فى حاجه زى دى
إسلام راجل
كان يلفظ بها وعيناه مشتته بغل السنيين يريد تصديق ماينطق به فكيف تحدثه على أكثر شئ يقلقه
وبعد ان عاد اليه ادراكه
وندم على فعلته
أحتضنها وهو يبكى بحرقه على حياته التى انقلبت رأسا على عقب حتى أنه تمنى لولم يأتى اليه طفلا
الخۏف من المستقبل ينهش بانيابه فى جسده دون رحمه
لم يرد أى شئ فى حياته سوي طفلا رجلا يحمل اسمه
فى نهاية الامر استعاذ بالله وقد أستعان به وصبر بكلمة أنه خير وأن القادم أفضل
أيه ياست ام اسلام مبتجبيش اسلام وتيجي تعدى معانا ليه حتى يلعب مع الولاد عشان يعرفوا ابن عمهم برضه قالتها سيده فى منتصف العقد الرابع
قريب إن شاء الله ياست نجوة
فقال اكرم مقاطعا
أشعال يانجوة أشغال
ردت نجوة وهى تلوى شفتها
ماشي ياحج أكرم ربنا يعنكم على اشغالكم
وبعد أن صعد الاثنان على السلم ودخلوا الى شقتهم فى الطابق الثالث
قال
خليك دايما فى حالك دى ست شرانية وبتدو على اللى مستخبي عند الناس
بقولك هو أخوك ناجى مكلمكش
لسه برضه أنت مستعجله على دخول الواد المدرسة ليه
زفرت بقوة وقامت بحمل أسلام من على كتفه الى أحضانها ووضعته فى الفراش داخل غرفته
وأقبلت تمسح على شعره الاملس بنعومه فتمتمت وهى تبتسم وتنظر الى ولدها
شعرك طول ياسلام ياحبيبي عاوز يتقص
شعر اسلام بهمسات والدته فانفتحت عينه قليلا
وقام بعناقها
شعرت الام بحنان من لمسه طفلها لم تشعر بها من اى أحدا من قبل فتساقطت قطرات الدموع على رموش ولدها تفصح عن الالم الذي استوطن قلبها
فعدل الصغير من جلسته وقال باهتمام
ماما حبيبتي أنت بټعيطي
قامت الام بسرعه بمسح دموعها ومالت رأسها بنفى فقالت مغيره
للحديث
اسلام ياحته من قلبي تعرف أنك هتدخل المدرسة قريب عوزاك بقي تبقي شاطر وترفع راسنا وتنسي بقي ايام
الحضانه وانك ټعيط عشان انا مش جنبك أنت كبرت وبقيت راج
فى تلك اللحظه شعرت أن تلك الكلمه غريبه عن تلك العينان التى تنظر اليهما فتلك العينان تنسب اليهما الزهور فقط
أنا عارف بابا قالى
متقلقيش ياماما أنا معتش هعيط تانى وهسمع كلامك بس متعيطيش تانى
مالت الام رأسها بايجاب وعيناها لم تتخلى عن الدموع فقد اصبحت صديقه دائمه تزورها بين الحين والاخر
كانت يدها ترتعش وهى تقرب المقص من شعرات ابنها ومع كل خصله تسقط على الارض ينخدش قلبها پألم
وبعد ان انتهت وقدمت له الملابس هتفت بمرح مصتنع
ها ايه رايك بقي فى طقم المدرسة الجديد
حلو أووى ياماما عجبني
بص يااسلام ياحبيبي المدرسة دى بتاعه عمك ناجى أنت عارفه طبعا يعن لو اى حد قالك حاجة تروح تقول لأدم ابن عمك وخليك معاه على طول هو هيبقي معاك فى نفس الفصل
ماشي ياماما
قامت الام بتقبيل ابنها على جبهته وخرجت من الشقه لتوصله الى السيارة الخاصه بالمدرسة وقامت بتوديعه بعد أن تأكدت من جلوسه فى مكان أمن
وقلبها يخفق بالخۏف
بعد مرور خمس سنوات
أصبح عمر إسلام لم يتجاوز الحادية عشر
طوال بقائه فى المدرسه لم يصادق أحد برغم وجود أولاد عمه فى المدرسة لكن يعاملونه معامله الغريب بل يتهربون منه فى بعض الاحيان
عرف اسلام فى فصله الدراسي بأنه التلميذ الموهوب دائما ماتراقبه الفتيات ودائما ما يراقب الفتيات
وفى بداية الفصل الدراسي الثاني جاء طالب جديد الى المدرسة يظهر عليه الثراء الفاحش
من أول يوم أمتلك مجموعه من الاصدقاء يتهافتون عليه الشباب لكن الفتيات عيناها تتهاتف على شخصا أخر
فى نهايه الامر انتبه هذا الفتى الثري الى هذا الفتى الوحيد الذي